فقال قم بإذن الله فخرج منه رجل ابيض الرّأس واللّحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول الحمد لله والله أكبر فقال جبرئيل عد بإذن الله تعالى ثمّ انتهى به إلى قبر آخر فقال قم بإذن الله فخرج منه رجل مسودّ الوجه وهو يقول يا حسرتاه يا ثبوراه ثمّ قال له جبرئيل عد إلى ما كنت فيه بإذن الله عزّ وجلّ فقال يا محمّد هكذا يحشرون يوم القيامة فالمؤمنون يقولون هذا القول وهؤلاء يقولون ما ترى.
(٦٩) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها قيل بما اقام فيها من العدل سمّاه نوراً لأنّه يزيّن به البقاع ويظهر الحقوق كما سمّى الظّلم ظلمة ففي الحديث : الظلم ظلمات يوم القيامة.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : ربّ الأرض إمام الأرض قيل فإذا خرج يكون ما ذا قال إذاً يستغني الناس عن ضوء الشّمس ونور القمر ويجتزءون بنور الإِمام عليه السلام.
وفي إرشاد المفيد عنه عليه السلام قال : إذا قام قائمنا أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس ونور القمر وذهبت الظلمة وَوُضِعَ الْكِتابُ للحساب وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ القمّيّ الشهداء الأئمّة عليهم السلام والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الحجّ لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا أنتم يا معشر الأئمّة شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ*وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بين العباد بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ.
(٧٠) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ جزاؤه وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ فلا يفوته شيء من أفعالهم.
(٧١) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً أفواجاً متفرّقة بعضها في أثر بعض على تفاوت أقدامهم في الضلالة والشرارة حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها ليدخلوها وقرئ بتخفيف التاء وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها تقريعاً وتوبيخاً أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ من جنسكم يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ كلمة الله بالعذاب علينا وهو الحكم عليهم بالشّقاوة وانّهم من أهل النار.