(٤٩) إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ وقد بلغت وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ بليغ الكفران ينسى النعمة رأساً ويذكر البليّة ويعظمها ولم يتأمّل سببها وانّما صدّر الأولى ب إذا والثانية ب إنّ لأنّ إذاقة النعمة محقّقة بخلاف اصابة البليّة وانّما اقام علّة الجزاء مقامه في الثانية ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أنّ هذا الجنس موسوم بكفران النعمة.
(٥٠) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فله ان يقسم النعمة والبليّة كيف شاء يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً يعني ليس معهنّ ذكر وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ يعني ليس معهم أنثى أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً أي يهب لمن يشاء ذكراناً واناثاً جميعاً يجمع له البنين والبنات اي يهبهم جميعاً لواحد.
(٥١) وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً بأن يشاهد ملكاً فيسمع منه أو يقع في قلبه من غير مشاهدة أحد وأصل الوحي الكلام الخفيّ الذي يدرك بسرعة أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ بأن يسمع صوتاً من غير مشاهدة أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ فيسمع من الرسول.
القمّيّ قال وحي مشافهة ووحي الهام وهو الذي يقع في القلب أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ كما كلّم الله نبيّه صلّى الله عليه وآله وكما كلّم الله موسى من النار أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ قال وحي مشافهة يعني إلى الناس إِنَّهُ عَلِيٌ عن صفات المخلوقين حَكِيمٌ يفعل ما يقتضيه حكمته.
(٥٢) وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا أي أرسلناه إليك بالوحي.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : خلق من خلق الله عزّ وجلّ أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلّى الله عليه وآله يخبره ويسدّدهُ وهو مع الأئمّة عليهم السلام من بعده وفي رواية : منذ أنزل الله ذلك الروح على محمّد صلّى الله عليه