(٨) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً أي من القوم المسرفين لأنّه صرف الخطاب عنهم الى الرسول صلّى الله عليه وآله مخبراً عنهم.
القمّيّ يعني من قريش وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ وسلف في القرآن قصّتهم العجيبة وفيه وعد للرّسول صلّى الله عليه وآله ووعيد لهم بمثل ما جرى على الأوّلين.
(٩) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ يعني أقرّوا بعزّي وعلمي وما بعده استيناف.
(١٠) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً فتستقرّون فيها وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً تسلكونها لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ لكي تهتدوا الى مقاصدكم أو الى حكمة الصانع بالنظر في ذلك.
(١١) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ بمقدار ينفع ولا يضرّ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً فأحيينا به ارضاً لا نبات فيها كَذلِكَ تُخْرَجُونَ تنشرون من قبوركم.
(١٢) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها أصناف المخلوقات وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ في البر والبحر.
(١٣) لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ تذكروها بقلوبكم معترفين بها حامدين عليها وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ مطيقين يعني لا طاقة لنا بالإبل ولا بالفلك ولا بالبحر لو لا انّ الله سخّره لنا.
(١٤) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ أي راجعون واتصاله بذلك لأنّ الركوب للتنقل والنقلة العظمى هو الانقلاب إلى الله عزّ وجلّ ولأنّه مخطر فينبغي للراكب ان لا يغفل عنه ويستعدّ للقاء الله.
في الكافي عن الرضا عليه السلام : فان ركبت الظهر فقل الحمد لله الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا الآية.
وعن أبيه عليهما السلام : وان خرجت برّاً فقل الذي قال الله عزّ وجلّ سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا الآية فانّه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شيء بإذن الله.