(٩) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ قالوا فيك الأقوال الشاذة واخترعوا لك الأحوال النادرة فَضَلُّوا عن الطريق الموصل الى معرفة خواص النبيّ صلّى الله عليه وآله والتمييز بينه وبين المتنبي فخبطوا خبط عشواء فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً الى القدح في نبوتك أو الى الرّشد والهدى.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : إلى ولاية عليّ عليه السلام وعليّ هو السبيل.
(١٠) تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ في الدنيا خَيْراً مِنْ ذلِكَ مما قالوه ولكن اخره الى الآخرة لأنّه خير وأبقى جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً وقرئ يجعل بالرّفع.
في الاحتجاج وتفسير الإمام عليه السلام في سورة البقرة عند قوله سبحانه أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قال الإمام عليه السلام : قلت لأبي عليّ بن محمّد عليهما السلام هل كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجّهم قال مراراً كثيرة وذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان قاعداً ذات يوم بمكّة بفناء الكعبة فابتدأ عبد الله بن أبي اميّة المخزوميّ فقال يا محمّد لقد ادّعيت دعوىً عظيمة وقلت مقالاً هائلاً زعمت أنّك رسول ربّ العالمين وما ينبغي لربّ العالمين وخالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشراً مثلنا يأكل كما نأكل وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ كما نمشي وهذا ملك الروم وهذا ملك الفرس لا يبعثان رسولاً الّا كثير مال عظيم خطير له قصور ودُور وفساطيط وخيام وعبيد وخدّام وربّ العالمين فوق هؤلاء كلّهُم فهم عبيده ولو كنت نبيّاً لكان معك ملك يصدّقك ونشاهده بل لو أراد الله ان يبعث إلينا نبيّاً لكان انّما يبعث إلينا ملكاً لا بشراً مثلنا ما أنت يا محمّد الا مسحوراً ولست بنبيّ ثم اقترحوا أشياء كثيرة مضى ذكرها في سورة بني إسرائيل ويأتي ذكر بعضها في سورة الزخرف إن شاء الله : فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله اللهمّ أنت السّامع لكلّ صوت والعالم بكلّ شيء تعلم ما قاله عبادك فأنزل الله عليهم يا محمد وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ إلى قوله قُصُوراً مع آيات أخر قد مضت : قال فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله يا عبد الله امّا ما ذكرت من اني آكل