أبيك كان ذلك فخفّف وانّما عبّرت عنه بهذه العبارة إشارة إلى علّة التسمية وعلى هذا يزيد حروف اسم أبيه على اسمه وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ اجعلني ازع شكر نعمتك عندي اي اكفّه وارتبطه بحيث لا ينفك عنّي ولا انفك عنه الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَ أدرج فيه ذكر والديه تكثيراً للنّعمة وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ اتماماً للشكر واستدامة للنّعمة وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ في عدادهم في الجنّة.
في البصائر عن الصادق عليه السلام : كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي أجاب ولو كان اليوم احتاج إلينا.
(٢٠) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ وتعرّف الطّير فلم يجد فيها الهدهد فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ القمّيّ وكان سليمان إذا قعد على كرسيّه جاءت جميع الطير التي سخّرها الله له فتظلّ الكرسيّ والبساط بجميع من عليه عن حرّ الشمس فغاب عنه الهدهد من بين الطير فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان فرفع رأسه وقال كما حكى الله عزّ وجلّ.
(٢١) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً كنتف ريشه أو جعله مع ضدّه في قفص أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ليعتبر به أبناء جنسه أَوْ لَيَأْتِيَنِّي وقرء بنونين اوّلهما مفتوحة مشدّدة بِسُلْطانٍ مُبِينٍ بحجّة تبيّن عذره والحلف في الحقيقة على الأوّلين بتقدير عدم الثالث.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام : وانّما غضب عليه لأنّه كان يدلّه على الماء قال فهذا وهو طائر قد أعطى ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والجنّ والانس والشياطين المردة له طائعين ولم يكن له يعرف الماء تحت الهواء وكان الطّير يعرفه وانّ الله يقول في كتابه وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال ويقطع به البلدان ويحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء الحديث.
(٢٢) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ زماناً غير مديد يريد به الدّلالة على سرعة رجوعه وقرء بضمّ الكاف فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ يعني حال سبا وفي مخاطبته إيّاه بذلك تنبيه