(٩) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ أي لفرعون حين أخرجته من التابوت قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ هو قرّة عين لنا في المجمع عن ابن عبّاس : قال فرعون قرت عين لك فامّا لي فلا قال رسول الله صلّى الله عليه وآله والذي يحلف به لو أقرّ فرعون بأن يكون له قُرَّتُ عَيْنٍ كما أقرّت امرأته لهداه الله به كما هداها ولكنّه ابى للشّقاء الذي كتبه الله عليه لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا فَإنَّ فيه مخايل اليمن ودلائل النفع أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ونتبنّاه فانّه أهل له وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ انّه الذي ذهب ملكهم على يديه.
(١٠) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً صفراً من العقل لما دهمها من الخوف والحيرة إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ انّها كادت لتظهر بأمره وقصته.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : كادَتْ تخبر بخبره أو تموت ثمّ حفظت نفسها لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها بالصبر والثبات لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ من المصدّقين بوعد الله أو الواثقين بحفظه.
في الإكمال عن الباقر عليه السلام في حديث في بيان هذه القصّة قال : فلمّا خافت عليه الصوت أوحى الله تعالى إليها ان اعملي التابوت ثمّ اجعليه فيه ثمّ أخرجيه ليلاً فاطرحيه في نيل مصر فوضعته في التابوت ثمّ دفعته في اليمّ فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر وانّ الريح ضربته فانطلقت به فلمّا رأته قد ذهب به الماء همّت ان تصيح فربط الله على قلبها.
(١١) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ اتبعي اثره وتبتغي خبره فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ عن بعد وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ انّها تقصّ وانّها أخته.
(١٢) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ ومنعناه ان يرتضع من المرضعات مِنْ قَبْلُ من قبل قصصها اثره فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ لا يقصّرون في ارضاعه وتربيته.
وفي الجوامع روي : انّها لمّا قالت وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ قال هامان انّها لتعرفه وتعرف اهله قالت انّما أردت وَهُمْ للملك ناصِحُونَ.