بالياء اي كَذَّبُوكُمْ بقولهم سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنافَما يستطيعون أي المعبودون وقرء بالتاء على خطاب العابدين صَرْفاً دفعاً للعذاب عنكم وَلا نَصْراً فيعينكم عليه وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً وهو النار.
(٢٠) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ جواب لقولهم ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ.
في المجمع عن عليّ عليه السلام : انّه قرء يمشّون بضم الياء وبفتح الشين المشدّدة اي يمشيهم حوائجهم أو الناس وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ أيّها النّاس لِبَعْضٍ فِتْنَةً ابتلاء ومن ذلك ابتلاء الفقراء بالأغنياء والمرسلين بالمرسل إليهم ومناصبتهم لهم العداوة وايذاؤهم لهم وهو تسلية للنبيّ صلى الله عليه وآله على ما قالوه بعد نقضهم أَتَصْبِرُونَ علّة للجعل اي لنعلم أيّكم يصبر وحثّ على الصبر على ما افتتنوا به وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً بمن يصبر ولا يصبر.
(٢١) وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا بالخير لكفرهم بالبعث وأصل اللّقاء الوصول لَوْ لا هلّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ فيخبرونا بصدق محمّد أو يكونون رسلاً إلينا أَوْ نَرى رَبَّنا فيأمرنا بتصديقه واتّباعه لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ في شأنها وَعَتَوْا وتجاوزوا الحدّ في الظلم عُتُوًّا كَبِيراً بالغاً أقصى مراتبه حيث عاينوا المعجزات القاهرة فأعرضوا عنها وَاقْتَرَحُوا لِأَنْفُسهم الخبيثة ما سدّت دونه مطامع النفوس القدسيّة.
(٢٢) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ ملائكة الموت أو العذاب لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً يستعيذون منهم ويطلبون من الله ان يمنع لقاءهم وهي ممّا كانوا يقولون عند لقاء عدوّ أو هجوم مكروه.
(٢٣) وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : انّه سئل عن هذه الآية فقال ان كانت أعمالهم لأشدّ بياضاً من القباطي فيقول الله عزّ وجلّ لها كوني هَباءً مَنْثُوراً وذلك انّهم كانوا إذا شرع لهم الحرام أخذوه وفي رواية : لم يدعوه.