(٥٤) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : بِما صَبَرُوا على التقية وقال بِالْحَسَنَةِ التقية والسَّيِّئَةَ الإذاعة والقمّيّ قال : هم الأئمّة عليهم السلام قال وقال الصادق عليه السلام نحن صُبَّر وشيعتنا اصبر منّا وذلك انّا صبرنا على ما نعلم وصَبَرُوا على ما لا يعلمون قال وقوله يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي يدفعون سيّئة من أساء إليهم بحسناتهم.
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : اتّبع بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ تمحها وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ في سبيل الخير.
(٥٥) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ تكرّماً القمّيّ قال اللَّغْوَ الكذب واللهو والغناء قال وهم الأئمّة عليهم السلام يعرضون عن ذلك كلّه وَقالُوا اللّاغين لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ متاركة لهم وتوديعاً لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ لا نطلب صحبتهم ولا نريدها.
(٥٦) إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ القمّيّ قال : نزلت في أبي طالب كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول يا عمّ قل لا إِله إلّا الله أنفعك بها يوم القيامة فيقول يا ابن اخي انا اعلم بنفسي فلمّا مات شهد العبّاس ابن عبد المطلب عند رسول الله صلّى الله عليه وآله انّه تكلّم بها عند الموت فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله امّا انا فلم أسمعها منه وأرجو ان أنفعه يوم القيامة وقال لو قمت المقام المحمود لشفعت في امّي وأبي وعمّي وأخ كان لي مواخياً في الجاهليّة. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : انّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الايمان وأظهروا الشّرك فأتاهم الله أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ.
أقولُ : انّما أسرّ الايمان وأظهر الشرك ليكون اقدر على نصرة النبيّ صلّى الله عليه وآله كما يستفاد من أخبار أخر.
وعنه عليه السلام : قيل له انّهم يزعمون انّ أبا طالب عليه السلام كان كافراً فقال كذبوا كيف يكون كافراً وهو يقول ا لم تعلموا انّا وجدنا محمّداً نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتب