(٦٤) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ من فرط الحيرة فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ لعجزهم عن الإجابة والنصرة وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ لوجه من الحيل يدفعون به العذاب او لَوْ للتمنّي اي تمنّوا أَنَّهُمْ كانُوا مهتدين.
(٦٥) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ
(٦٦) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ لا تهتدي إليهم وأصله فعموا عن الأبناء لكنّه عكس مبالغة ودلالة على أنّ ما يحضر الذّهن انّما يرد عليه من خارج فإذا اخطأ لم يكن له حيلة الى استحضاره فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ لا يسأل بعضهم بعضاً عن الجواب.
(٦٧) فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ عسى تحقيق على عادة الكرام أو لترجّى من التائب بمعنى فليتوقّع ان يفلح.
القمّيّ انّ العامّة قد رووا : انّ ذلك يعني النداء في القيامة وامّا الخاصّة.
فعن الصادق عليه السلام قال : إنّ العبد إذا دخل قبره وفزع منه يسأل عن النبيّ صلّى الله عليه وآله فيقال له ما ذا تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظهركم فان كان مؤمناً قال اشهد انّه رسول الله جاء بالحقّ فيقال له ارقد رقدة لا حلم فيها ويتنحّى عنه الشيطان ويفسح له في قبره سبعة اذرع ويرى مكانه من الجنّة وإذا كان كافراً قال ما ادري فيضرب ضربة يسمعها كلّ من خلق الله الّا الإنسان ويسلّط عليه الشيطان وله عينانِ من نحاس أو نار تلمعان كالبرق الخاطف فيقول له انا أخوك ويسلّط عليه الحيّات والعقارب ويظلم عليه قبره ثمّ يضغطه ضغطة يختلف أضلاعه عليه ثمّ قال عليه السلام بأصابعه فشرجها.
(٦٨) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ أي التخيّر كالطّيرة بمعنى التّطير يعني ليس لأحد من خلقه ان يختار عليه أو ليس لأحد ان يختار شيئاً الّا بقدرته ومشيّته واختياره سُبْحانَ اللهِ تنزيهاً له ان ينازعه أحد أو يزاحم اختياره وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ عن اشراكهم.
القمّيّ قال يَخْتارُ الله عزّ وجلّ الإمام وليس لهم ان يختاروا.