من البشر المعتنقة وحي السماء ، ولكنها علم الواقع عن السبع الطباق بالوحي ، لا كيفية خلقها ، إذا فما ذا تعني الآية ، لا سيما والمخاطبون ـ وهم الكفرة من قوم نوح ـ لم يكونوا ممن يعتنق وحي السماء ليعرفوا ذلك بالوحي!.
والحل أن معرفة كيفية خلقة السبع الطباق ليست بمستطاع الإنسان أيا كان ، إلا من يوحى اليه فيريه الله ملكوت الكون كما أراه ابراهيم (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (٦ : ٧٥).
فلتكن الرؤية المسؤل عنها معرفة واقع السبع لا حقيقتها وملكوتها ، ولا سبيل إليها أيضا إلا عن طريق الوحي ، حيث العلم التجريبي قاصر حتى الآن عنها وحتى عن المعرفة الشاملة بالسماء الأولى ، فالآية توحي انه كان هناك وحي قبل نوح ، بالإمكان أن يتعرف به إلى أمثال هذه البدائع الكونية ، طالما كان قوم نوح مكذبي الوحي ، حين كان عليهم تصديقه ، لمزيد المعرفة بالله عبر التعرف إلى عظمة الخلقة.
أو أن الخطاب لا يخصهم ، وإنما المخاطبون هم الذين يخاطبون بوحي القرآن منذ نزوله وحتى القيامة ، فهؤلاء يمكنهم معرفة السبع الطباق ، بتصديق الوحي أم بالمحاولات العلمية التوسعية ، وان لم يصلوا بها حتى الآن.
أو أن رؤية السماء ـ أية رؤية كانت ـ هي في الواقع رؤية السبع الطباق سواء عرفوا السبع بما تعرف ، أم لم يعرفوا ، فلا أقل من رؤية هذه الأجواء الواسعة ذات القناديل البراقة الكوكبية والنجومية ، فليعتبروا بها ، بالسبع أم الجو الممتد مدّ البصر.
فمهما كانت الرؤية قاصرة عن السبع ، ولكنها ليست لتجعل واقع السبع غير واقعها ، فلينبّه الناظرون ـ ولو بأمثال هذه الآيات ـ ان ما يرونه فوقهم هو السبع الطباق ، والقرآن كما يخبرهم بها ، يحركهم نحو معرفتها والاستدلال بها على قدرة بادئها.
ولقصور الرؤية المتحللة عن الوحي : هنا يجعل القمر فيهن نورا والشمس