مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ، وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ..) (٢٢ : ٥) ومنها أطوار الحالات الجسمية والنفسية والألوان وأشباهها.
ثم الأطوار الرابعة هي الجماعية ، فالقطاعات البشرية ترى مختلفة في الألسن والعادات والأشكال والأحوال ، وليتعارفوا : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٤٩ : ١٣).
فهذه الأطوار المقصودة في الخلق ، الدائبة فيه ، مما يجعل العقلاء الأحرار يأملون ويخافون ويرجون لله وقارا ، لأنه الخالق ، وهو المدبر لا سواه ، وهو الرحمان الرحيم والمنتقم ، فما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا؟! ، والخلق المتطور يدل على الخالق المطوّر ، والتطور المتناسق اللامتفاوت دليل على وحدة المطور ، فكما لا خالق سواه ، كذلك لا مدبر ولا مطور إلا إياه ، فليرج وقاره على اية حال.
(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً. وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً).
هل الرؤية المسؤل عنها هنا هي الحسية؟ أم العلمية التجريبية؟ أم بالوحي؟ وكيفية السبع الطباق مجهولة حتى الآن!
بديهي انها ليست رؤية حسية حين الخلق إذ لم يكونوا موجودين عنده : (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ) (١٨ : ٥١) ولا بعد الخلق ، كيف والعيون المسلحة حتى الآن لم تصل إلى عمق السماء الأولى ، سماء الأنجم ، فضلا عن واقع أو كيفية السبع الطباق ، وفضلا عن الإنسان زمن نوح عليه السلام!
وكذلك الرؤية العلمية على ضوء العلوم التجريبية لم تتحقق حتى الآن.
وأما رؤية المعرفة الدينية من طرق الوحي فهي وان كانت حاصلة لقطاعات