التشريعات ، دون أن يصبح علمهم بغيب الله أو غلبهم به عمليا ، يصبح من الكمالات الذاتية والحظوظ العقلية والعلمية ، فلا تعني الآية ظهور الرسل على كل غيب ، ولا الغيوب التي لا تمت بصلة لرسالتهم ورسالاتهم ، وإنما التي تهمهم كرسل مبلغين عن الله ، لا كمرتاضين يخبرون عن الغيوب العادية لحظوظ نفسانية وغايات تجارية وسباقات في ميادين المفاخرات.
فلئن سئلنا ـ إذا ـ لو كان الظهور على غيب الله خاصا بمن ارتضى من رسول فكيف يعلمه المرتاضون غير المرسلين ، مرضيين وغير مرضيين؟ وكيف يعلمه الأئمة المعصومون وهم ليسوا بمرسلين؟
والجواب كما لمحنا اليه مسبقا ، ان المعني من غيب الله ما لا يحصل بأي سبب من تعلم وارتياض إلا بالوحي ، وليس غيب المرتاضين من غيب الوحي ، فهو يحصل بصناعة الارتياض للمؤمن والكافر سواء.
واما الأئمة المعصومون فليس غيبهم بالوحي وإنما بما أودعهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من غيب الوحي (١). وهم أبواب علمه واستمرار لكيانه الرسالي.
__________________
(١) نور الثقلين ٥ : ٤٤٢ عن الامام الصادق (ع) قال : ان لله عز وجل علمين : علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، وعلما نبذه الى ملائكته ورسله ، فما نبذه الى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا.
أقول : وهذا الحديث متواتر معنويا عنهم عليهم السلام. راجع المصدر.