السماء الدنيا بمصابيحها الرجوم :
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ) :
هنا تتحدث الآية (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) عن سمائنا التي نواجهها ، وهي الأولى ، دون الستة الباقية البعيدة عن أنظارنا ، وإن كانت بالعيون المسلحة ، فضلا عن غزو الفضاء ، فإننا حتى الآن لم نسبر غور السماء الأولى ، فضلا عن سواها!
هنا (السَّماءَ الدُّنْيا) الموصوفة بأنها الدنيا : أدنى السبع إلينا ، لأسماء الدنيا! أمقابل سماء الآخرة؟ فليست الآن مخلوقة! والآية تحدثنا عما مضى ، فهذه الآية مع نظيراتها ، تدلنا أن المصابيح السماوية التي نشاهدها ، والكواكب التي نراها : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٣٧ : ٦) انها ـ كلها ـ في السماء الأولى ، فما هي الكائنات في سواها ، من الستة الباقية؟ لا ندري ، وكيف لنا أن ندريها ، وما ندري ما في سمائنا الدنيا!
رجوم الشياطين؟
هل إن المصابيح هنا هي النجوم كلها ، أو الكواكب كلها ، أم قسم خاص منها؟ وهل الشياطين هم شياطين الجن فقط؟ أم والإنس أيضا؟ ثم كيف تكون المصابيح رجوما على أية حال؟
المصابيح هي الكواكب ونجومها الطالعة وسواها ، فهي مدرعات جوية ومقاذيف تقذف : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ ، وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ ، لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ. دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ ، إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) (٣٧ : ١٠) .. هذه الكواكب هي كلها رجوم ، ولا سيما بروجها : (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ ، وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ، إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) (١٥ : ١٨).