وبرهان ، لا على هوى. ويجوز أن يكون (عَلى بَصِيرَةٍ) حالا من (أَدْعُوا) عاملة الرفع في (أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) ، (وَسُبْحانَ اللهِ) وأنزهه من الشركاء (١).
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ)(١٠٩)
(إِلَّا رِجالاً) لا ملائكة ، لأنهم كانوا يقولون (لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) وعن ابن عباس رضى الله عنهما : يريد ليست فيهم امرأة. وقيل : في سجاح المتنبئة
وَلَمْ تَزَلْ أَنْبِيَاءُ اللهِ ذُكْرَانَا (٢)
وقرئ : نوحى إليهم ، بالنون (٣). (مِنْ أَهْلِ الْقُرى) لأنهم أعلم وأحلم ، وأهل البوادي فيهم الجهل والجفاء والقسوة (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) ولدار الساعة ، أو الحال الآخرة (خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) للذين خافوا الله فلم يشركوا به ولم يعصوه. وقرئ : أفلا تعقلون ، بالتاء والياء.
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)(١١٠)
__________________
(١) قوله «وأنزهه من الشركاء» لعله «عن». (ع)
(٢) أضحت نبيتنا أنثى نساء بها |
|
ولم تزل أنبياء الله ذكرانا |
فلعنة الله والأقوام كلهم |
|
على سجاح ومن بالإفك أغرانا. |
أعنى مسيلمة الكذاب لا سقيت |
|
أصداؤه ماء مزن حيثما كانا |
لقيس بن عاصم. ويروى : نطيف بها ، بدل نساء بها. وطاف به يطوف : دار حوله. وطاف به يطيف : أتى عليه ونزل به. وهذا مبنى للمجهول منه ، عطف على أضحت. ويروى بدل الشطر الأول ، فما سمعت بأنثى قط أرسلها ، فالفاعل ضمير الله وإن لم يتقدم له مرجع لظهوره. ويروى بدل الثاني : وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا. وسجاح : علم امرأة من سجح إذا سمح وعفا ، وهي بنت المنذر ، كانت شريفة في قومها بنى حنيفة ، فادعت النبوة ، ثم تزوجت بمسيلمة الكذاب فاتبعه قومها ، ثم حاربه أبو بكر رضى الله عنه فقتل على يدي وحشى قاتل حمزة ، فأسلمت بعده وحسن إسلامها. ويروى «باللؤم» بدل الافك. ولا سقيت : جملة دعائية. والأصداء : جمع صدى ، وهو ذكر اليوم : كانت العرب تزعم أن عظام رأس القتيل تصير بومة تزقو وتصيح : أدركونى أدركونى ، حتى يؤخذ بثأره ، وهي هنا مجاز عن جثته كلها. والمزن واحده مزنة وهو السحاب ، أى : اللهم اجعل قبره حارا عليه لا يناله غيث.
(٣) قوله «وقرئ (نُوحِي إِلَيْهِمْ) بالنون مبنيا للمعلوم ، فتكون القراءة الأصلية بالياء ، مبنيا للمجهول. (ع)