قرئ (نَذِلَّ وَنَخْزى) على لفظ ما لم يسم فاعله.
(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى)(١٣٥)
(كُلٌ) أى كل واحد منا ومنكم (مُتَرَبِّصٌ) للعاقبة ولما يؤول إليه أمرنا وأمركم. وقرئ : السواء ، بمعنى الوسط والجيد. أو المستوى والسوء والسوأى والسوي تصغير السوء. وقرئ : فتمتعوا فسوف تعلمون. قال أبو رافع : حفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة طه أعطى يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار (١)» وقال : «لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا طه ويس (٢)»
سورة الأنبياء
مكية وآياتها ١١٢ [نزلت بعد سورة إبراهيم]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)(١)
هذه اللام : لا تخلو من أن تكون صلة لاقترب ، أو تأكيدا لإضافة الحساب إليهم ، كقولك : «أزف للحىّ رحيلهم» الأصل : أزف رحيل الحىّ ، ثم أزف للحىّ الرحيل ، ثم أزف للحىّ رحيلهم. ونحوه ما أورده سيبويه في «باب ما يثنى فيه المستقرّ توكيدا» عليك زيد حريص عليك. وفيك زيد راغب فيك. ومنه قولهم : لا أبالك : لأنّ اللام مؤكدة لمعنى الإضافة. وهذا الوجه أغرب من الأوّل. والمراد اقتراب الساعة. وإذا اقتربت الساعة فقد اقترب ما يكون فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك. ونحوه (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ
__________________
(١) أخرجه الثعلبي من رواية زياد عن الحسن مرسلا.
(٢) أخرجه ابن مردويه من حديث أبى بن كعب.