سورة المؤمنون
مكية ، وهي مائة وتسع عشرة آية. وثماني عشرة عند الكوفيين
[نزلت بعد سورة الأنبياء]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ)(٢)
(قَدْ) نقيضة «لما» هي تثبت المتوقع و «لما» تنفيه ، ولا شك أن المؤمنين كانوا متوقعين لمثل هذه البشارة وهي الإخبار بثبات الفلاح لهم ، فخوطبوا بما دل على ثبات ما توقعوه. والفلاح : الظفر بالمراد. وقيل : البقاء في الخير. و (أَفْلَحَ) دخل في الفلاح ، كأبشر : دخل في البشارة. ويقال : أفلحه : أصاره إلى الفلاح. وعليه قراءة طلحة بن مصرف : أفلح ، على البناء للمفعول. وعنه : أفلحوا ، على : أكلونى البراغيث. أو على الإبهام والتفسير. وعنه : أفلح ، بضمة بغير واو ، اجتزاء بها عنها ، كقوله :
فلو أنّ الاطبّا كان حولي (١)
فإن قلت : ما المؤمن؟ قلت : هو في اللغة المصدق. وأما في الشريعة فقد اختلف فيه على قولين ، أحدهما : أنّ كل من نطق بالشهادتين مواطئا قلبه لسانه فهو مؤمن. والآخر أنه صفة مدح لا يستحقها إلا البرّ التقىّ دون الفاسق الشقىّ (٢)
__________________
(١) فلو أن الأطباء كان حولي |
|
وكان مع الأطباء الأساة |
الأصل : كانوا حولي ، فقصره وقصر «الأطباء» لضرورة الوزن وهم علماء الطب. والأساة : جمع آس ، كالسعاة : جمع ساع ، وهم المباشرون للعلاج من الأطباء ، من الأسى كالفتى ، بمعنى المداواة. والاساء ـ بالكسر ـ : الدواء ، ولعله أصل الرواية ، كما روى الشفاء ، فحقه حرف الألف.
(٢) قال محمود : «اختلف في الايمان على قولين ، أحدهما : أن كل من نطق بالشهادتين مواطئا قلبه لسانه فقد اتصف بالايمان. والآخر : أنه صفة مدح لا يستحقها الا البر التقى دون الفاسق الشقي» قال أحمد : والأول مذهب الأشعرية ، والثاني مذهب المعتزلة. والموحد الفاسق عندهم لا مؤمن ولا كافر. ولو لم يبن المعتزلة على هذا المعتقد تحريم الجنة على الموحد الفاسق بناء على أنه لا يندرج في وعد المؤمنين ، لكان البحث معهم لفظيا ، ولكن رتبوا ـ