ويستدلوا بقلوبهم. ومن لم يعملها فيما خلقت له فهو بمنزلة عادمها ، كما قال الله تعالى (فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ) إذ كانوا يجحدون بآيات الله ، ومقدمة شكر النعمة فيها الإقرار بالمنعم بها ، وأن لا يجعل له ندّ ولا شريك ، أى : تشكرون شكرا قليلا ، و (ما) مزيدة للتأكيد بمعنى حقا (ذَرَأَكُمْ) خلقكم وبثكم بالتناسل (وَإِلَيْهِ) تجمعون يوم القيامة بعد تفرّقكم (وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) أى هو مختص به وهو متوليه ، ولا يقدر على تصريفهما غيره. وقرئ : يعقلون ، بالياء عن أبى عمرو.
(بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)(٨٣)
أى : قال أهل مكة كما قال الكفار قبلهم. الأساطير : جمع أسطار : جمع سطر.
قال رؤبة :
إنّى وأسطار سطرن سطرا (١)
وهي ما كتبه الأوّلون مما لا حقيقة له. وجمع أسطورة أوفق.
(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨)(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (٨٩)
__________________
(١) إنى واسطار سطرن سطرا |
|
لقائل يا نصر نصر نصرا |
لرؤبة بن العجاج. والمراد بالأسطار : الكتابة ، وهي جمع سطر بالتحريك ، وأصله مصدر كالساكن الوسط. وسطرن : مبنى للمجهول. وسطرا : مصدر. ولقائل : خبر «إنى» وما بينهما جملة قسمية اعتراضية. ونصر : مبنى على الضم ، وهو ابن سيار ملك خراسان. ونصر الثاني توكيد لفظي ، مرفوع على اللفظ. والثالث كذلك نصب على المحل لأنه كان مفردا معرفة لأنه تابع. أو هو مصدر نائب عن فعله. أى انصرني نصرا. وقيل «نضر» الثاني بالضاد المعجمة على أنه علم لصاحب نصر الأول ، فهو على حذف العاطف. عن أبى عبيدة : والمنقول أن الذي بالضاد المعجمة هو الثالث ، كان حاجبا لنصر ، واشتكاه له الشاعر فنصبه على الإغراء. والمعنى على الأول : وحق الكتاب المسطور إنى لمستغيث به لا بغيره.