كانت ، والحكمة حيث وجدت ، والحكمة ضالة المؤمن ، أن أدير دفة دراستي العلمية لمذهب الأئمة الأثنى عشر الى الناحية الأخرى ، تلك هي دراسة هذا مامذهب في كتب أربابه وأن أتعرف عقائد القوم مما كتبه شيوخهم والباحثون المحققون من علمائهم وجهابذتهم. ومن البديهي أن رجال المذهب أشد معرفة لمذهبهم من معرفة الخصوم به ،مهما بلغ أولئك الخصوم من الفصاحة والبلاغة أو أوتوا حظا من اللسن والابانة عما في النفس.
وفضلا عن ذلك فان «الأمانة العلمية» التي هي من أوائل أسس «المنهج العلمي الحديث» ـ وهو المنهج الذي اخترته وجملته دستوري في أبحاثي ومؤلفاتي حين أحاول الكشف عن الحقائق المادية والروحية ـ هذه الأمانة المذكوره تقضي التثبت التام في نقل النصوص والدراسة الفاحصة لها. فكيف لباحث بالغا ما بلغ من المهارة العلمية والفراسة التامة في إدراك الحقائق أن يتحقق من صحة النصوص المتعلقة بالشيعة والتشيع في غير مصادرهم!! إذن لارتاب في بحثه العلمي ، وكان بحثه على غير أساس متين.
ذلك ما دعاني أن أتوسع في دراسة الشيعة والتشيع في كتب الشيعة أنفسهم وأن أتعرف عقائد القوم نقلا عما كتبوه بأيديهم وانطلقت به السنتهم لا زيادة ولا نقص ، حتى لا اقع في الالتباس الذي وقع فيه غيري من المؤرخين والنقاد حين تصدروا للحكم عن الشيعة والتشيع وإن الباحث الذي يريد أن يدرس مجموعة ما من الحقائق في غير مصادرها الأولى مظانها الأصلية انما يسلك شططاً ويفعل عبثا ، ليس