الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) [إبراهيم / ٤٨] ، ونحن لا ندري كيف سيتم هذا ولا طبيعة الأرض الجديدة وطبيعة السماوات ، ولا مكانها ولكن النص يلقي الظلال ، ظلال القدرة التي تبدل الأرض وتبدل السماوات ، وتبعث الارتجاج والهلع في الأرض كما يقول سبحانه (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً) [المزمل / ١٤] ، القدرة التي تجعل السماء تنفطر والكواكب تنتثر والبحار تفجر والقبور تبعثر ، القدرة التي تجعل الجبال تسير والأرض تميد (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) [الكهف / ٤٧]. (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) [التكوير / ٣]. كل ذلك آيات على قدرة الخالق جل وعلا ، فتبارك الله أحسن الخالقين ... وإليه ترجعون».
وفي فقرة ثانية من نفس الفصل ، وتحت عنوان (هل تشتعل البحار)؟ يقول الدكتور عبد العليم مفسرا آية (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) [التكوير / ٦] «إن تفجير البحار يحتمل أن يكون هو امتلاؤها وغمرها لليابسة وطغيانها على الأنهار ، كما يحتمل أن يكون هو تفجير مائها إلى عنصريه الأوكسجين والهيدروجين ، فتتحول مياهها إلى هذين الغازين كما كانت قبل أن يأذن الله بتجميعهما ، وتكوين البحار منهما ، كذلك يحتمل أن يكون هو تفجير ذرات هذين الغازين ، كما يقع في تفجير القنابل الذرية والهيدروجينية اليوم ، وقد أمكن اليوم فصل ذرة الأوكسجين عن ذرتي الهيدروجين التي يتكون من ثلاثتها الماء ، وعلوم البحار توصلت الآن إلى أنه يقع في أعماق المحيطات السحيقة هيدروجين طليق يتكون من ذرات ثقيلة ، ومن الممكن تحطيم إحدى هذه الذرات بفعل ضغط كهربي من صاعقة مثلا ، أو بفعل حرارة هائلة تندلع بصورة مفاجأة من باطن الأرض الملتهب عبر شق يحدثه انكسار في صخور القاع النارية ، ومن المعروف أن ذرة الهيدروجين تشتمل على نواة تتكون من بروتون واحد (لا يوجد هنا نيوترونات) ، ويدور حولها إلكترون ، ويقع هذا المدار في مستوى الطاقة الأولى أو في السماء الأولى الأقرب إلى النواة ، والوزن الذري للهيدروجين ٠٠٨ ، ١ والعدد الذري ٠١ ، وحين يبدأ اشتعال الهيدروجين الموجود في الماء عند قيعان المحيطات ، من جراء زلزال كبير أو بركان عظيم ، تنطلق منه كميات هائلة من الطاقة الإشعاعية ، ولن تكون من النوع الذي نراه في موقد أو في كوم من ما أشارت إليه الآية الكريمة التي سبقت عصر العلم بألف وأربعمائة سنة ، والتي تقول (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) [التكوير / ٦].
وبذلك يثبت العلم أن ما جاء بالآية الشريفة هي الحقائق التي وصل إليها العلماء فقط عند ما حان أمر الله بالسماح للإنسان أن يكشف شيئا من ستار المجهول تحقيقا