يعطيه علما من علمه حتى يبطل مفعول السؤال في نفسه ، فلا يسأل بعد أن علم ، ولا يتجاهل بعد أن أسلم ، ويرى حقيقة ما قاله أحد الباحثين في القرآن : «في العالم كله كتاب واحد قدّم للناس جميعا حقائق العلم قبل أن تثبت في معارك العلاقات بين الوعي البشري وبين مادة الكون ، ذلكم هو القرآن» ، وعند ذلك سيعجب كما عجب عقلاء العالم «إن عقلاء العالم ليعجبون كيف يكون في عالم الناس القرآن ولا يجعلونه قبلتهم جميعا لفهم الحياة وتفسيرها ومعرفة الحقيقة والعمل بها».
إن هدف هذا الكتاب هو الجواب على هذه الأسئلة من خلال المحاولات التي تمّت في مؤلفات العلماء لتحقيق هذا الجواب ، فهل استطاعوا الجواب حقّا ، ففهموا القرآن كمعجزة علمية معاصرة وكما يجب أن تكون حجة الله على خلقه في هذا العصر؟ وكأنما الرسول صلىاللهعليهوسلم أرسل هذا اليوم به ، وكأنما القرآن ينزل الآن بيننا ولا زال بكرا لم تتعمّق به العلوم كما يجب ، رغم كل محاولات القدماء ومبالغاتهم العقلية واللغوية التي وقفوا عندها ، وقد جاء عصر المختبرات العلمية الفضائية والنووية لكي يقول كلمته في هذا المجال ، فهل وصل إلى الجواب الحق! وإلى الفهم الحق لكلام الله وقرآنه الذي بيّنه الله بيانا واضحا مفصّلا لكل شيء ، وفيه علم كل شيء؟.