واسى أخاه وفاداه بمهجته |
|
وخاض في غمرات الموت منغمسا |
آلى بأن لا يذوق الماء وهو يرى |
|
اخاه ظمآن من ورد له يئسا |
ففز ابا الفضل بالفضل الجسيم بما |
|
اسديته فعليك الفضل قد حبسا |
قضيت حق الأخا والدين متبذلا |
|
للنفس في سقي اطفال له ونسا |
ويروى في كيفية قتله عليهالسلام غير ذلك وسيأتي قريبا (١).
وكانت ام البنين ام هؤلاء الأخوة الأربعة القتلى تخرج الى البقيع فتندبهم أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس اليها ، فكان مروان بن الحكم يجيء فيمن يجيء فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.
وبرز أحمد بن محمد الهاشمي وهو يقول :
اليوم ابلو حسبي وديني |
|
بصارم تحمله يميني |
فقاتل حتى قتل.
وخرج غلام من خباء من أخبية الحسين عليهالسلام وفي اذنيه درتان ، فأخذ بعود من عيدانه وهو مذعور فجعل يلتفت يمينا وشمالا وقرطاه يتذبذبان ، فحمل عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فضربه بالسيف فقتله ، فصارت امه شهربانويه تنظر اليه ولا تتكلم كالمدهوشة.
ونادى الحسين عليهالسلام هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هل من موحد يخاف الله فينا هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا ، هل من معين يرجو ما عند الله في اعانتنا. فارتفعت اصوات النساء بالعويل فتقدم الى باب الخيمة وقال لزينب : ناوليني ولدي الصغير حتى أودعه فأتي بابنه عبد الله وأمه الرباب بنت امرىء القيس ، فأخذه وأجلسه في حجره وأومأ اليه ليقبله ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال لزينب :
__________________
(١) وانما قدمنا ذكره هنا حتى يرتبط بمقتل اخوته لأمه (منه).