ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ومن لم يجعل الله لو نورا فما له فما له من نور. فارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب وقالوا : حسبك يا ابنة الطيبين فقد احرقت قلوبنا وانضجت نحورنا واضرمت أجوافنا فسكتت.
وخطبت أم كلثوم بنت علي عليهماالسلام في ذلك اليوم من وراء كلتها رافعة صوتها بالبكاء ، فقالت :
خطبة أم كلثوم عليهاالسلام بالكوفة
يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه ، فتبا لكم وسحقا لكم أي دواه دهتكم ، وأي وزر على ظهوركم حملتم ، وأي دماء سفكتموها ، وأي كريمة اصبتموها ، وأي صبية سلبتموها ، وأي أموال انتهبتموها ، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ونزعت الرحمة من قلوبكم ، الا ان حزب الله هم الملفحون وحزب الشيطان هم الخاسرون ، ثم قالت :
قتلتم أخي ظلما فويل لأمكم |
|
ستجزون نارا حرها يتوقد |
سفكتم دماء حرم الله سفكها |
|
وحرمها القرآن ثم محمد |
فضج الناس بالبكاء والنحيب ، ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رؤوسهن وخمشن وجوههن ولطمن خدودهن ودعون بالويل والثبور ، وبكى الرجال فلم ير باك وباكية أكثر من ذلك اليوم. ثم ان زين العابدين عليهالسلام أومأ الى الناس ان اسكتوا فسكتوا ، فقام قائما فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بما هو أهله فصلى عليه ، ثم قال :
خطبة علي بن الحسين عليهالسلام بالكوفة
ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا أعرفه بنفسي ، أنا