المقصد الثاني
في صفة القتال
فلما كان من الغد وهو اليوم الثالث من المحرم قدم عمر بن سعد بن وقاص في أربعة آلاف ، وكان ابن زياد قد ولاه الرأي وأرسل معه أربعة آلاف لقتال الديلم ، فلما جاء الحسين عليهالسلام قال له : سر اليه فاذا فرغت سرت الى عملك فاستعفاه ، فقال : نعم على ان ترد الينا عهدنا ، فاستمهله واستشار نصحاءه فنهوه عن ذلك ، فبات ليلته مفكرا فسمعوه وهو يقول :
دعاني عبيد الله من دون قومه |
|
الى خطة فيها خرجت لحيني (١) |
فو الله لا أدري واني لواقف |
|
على خطر لا أرتضيه ومين (٢) |
أأترك ملك الري والري رغبة |
|
ام أرجع مذموما بقتل حسين |
وفي قتله النار التي ليس دونها |
|
حجاب وملك الري قرة عين |
وجاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن اخته فقال له : أنشدك الله يا خال ان تسير الى الحسين فتأثم عند ربك وتقطع رحمك ، فو الله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلها لو كان لك خير لك من أن تلقى الله
__________________
(١) الحين بالفتح : الهلاك (منه).
(٢) أفكر في أمري على خطرين خ ل.