وأمر يزيد بمنبر وخطيب وأمر الخطيب ان يصعد المنبر فيذم الحسين وأباه صلوات الله عليهما ، فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم بالغ في ذم أمير المؤمنين والحسين الشهيد وأطنب في مدح معاوية ويزيد فذكر هما بكل جميل ، ولقد أجاد ابن سنان الخفاجي حيث يقول :
يا أمة كفرت وفي أفواهها ال |
|
قرآن فيه ضلالها ورشادها |
أعلى المنابر تعلنون بسبه |
|
وبسيفه نصبت لكم أعوادها |
تلك الخلائق بينكم بدرية |
|
قتل الحسين وما خبت أحقادها |
فصاح به علي بن الحسين عليهماالسلام ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار. ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام : يا يزيد أتأذن لي حتى أصعد هذه الأعود فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب ، فأبى يزيد عليه ذلك ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا ، فقال : انه ان صعد لم ينزل الا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان ، فقيل له وما قدر ما يحسن هذا؟ فقال : انه من أهل بيت زقوا العلم زقا ، فلم يزالوا به حتى أذن له ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم خطب خطبة أبكى فيها العيون وأوجل منها القلوب ، ثم قال :
من خطبة لزين العابدين عليهالسلام بالشام
ايها الناس اعطينا ستا وفضلنا بسبع ، اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومنا الصديق ، ومنا الطيار ، ومنا أسد الله وأسد رسوله ، ومنا سبطا هذه الأمة ، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ، أيها الناس انا ابن مكة ومنى ، انا ابن زمزم والصفا ، انا ابن