من كلب سوء جروا ، فقال له النعمان بن بشير : انظر ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصنعه بهم فاصنعه بهم ونظر رجل من أهل الشام أحمر الى فاطمة بنت الحسين عليهماالسلام ، فقال : يا أمير هب لي هذه الجارية ، قالت فاطمة : فارتعدت وظننت ان ذلك جائز عندهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب وقلت : يا عمتاه أوتمت واستخدم ، وكانت عمتي تعلم ان ذلك لا يكون ، فقالت عمتي : لا حبا ولا كرامة لهذا الفاسق ، وقالت للشامي : كذبت والله ولؤمت والله ما ذاك لك ولا له ، فغضب يزيد وقال : كذبت ان ذلك لي ولو شئت ان أفعل لفعلت ، قالت زينب : كلا والله ما جعل الله لك ذلك إلا ان تخرج من ملتنا وتدين بغيرها ، فاستطار يزيد غضبا وقال : اياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ، قالت زينب : بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدك وأبوك ان كنت مسلما ، قال : كذبت يا عدوة الله ، قالت له : أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك فكأنه استحيا وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية ، فقال له يزيد : اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا. وفي رواية فقال الشامي : من هذه الجارية فقال : هذه فاطمة بنت الحسين عليهالسلام وتلك زينب بنت علي ، فقال الشامي : الحسين ابن فاطمة وعلي بن أبي طالب ، فقال : نعم ، فقال الشامي : لعنك الله يا يزيد تقتل عترة نبيك وتسبي ذريته ، والله ما توهمت الا انهم سبي الروم ، فقال يزيد : والله لا لحقنك بهم ثم أمر به فضربت عنقه.
ثم دخل نساء الحسين عليهالسلام وبناته على نساء يزيد فقمن إليهن وصحن وبكين واقمن المأتم على الحسين عليهالسلام ، ثم أمر لهم يزيد بدار تتصل بداره وقيل أمر بهم الى منزل لا يكنهم من حر ولا برد ، فأقاموا فيه حتى تقشرت وجوههم ، وكانوا مدة مقامهم بالشام ينوحون على الحسين عليهالسلام.