النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل (١) ولئن اتخذتنا مغنما لتجدننا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد ، فإلى الله المشتكى وعليه المعول (٢) ، فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا (٣) ولا ترحض عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند وإيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين (٤) فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله ان يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل (٥) ، فقال يزيد مجيبا لها :
يا صيحة تحمد من صوائح |
|
ما أهون النوح على النوائح |
واستشار يزيد أهل الشام فيما يصنع بهم ، فقال له بعضهم : لا تتخذ
__________________
ـ الشيطان وفرخ ومن هناك مثلك ما درج ونهض خ ل.
(١) فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء وأسباط الأنبياء وسليل الأوصياء بأيدي الطلقاء الخبيثة ونسل العهرة الفجرة ، تنطف أكفهم من دمائنا وتتحلب أفواههم من لحومنا ، وللجثث الزاكية على الجنوب الضاحية تنتابها العواسل وتعفرها الفراعل ، خ ل. العواسل : جمع عاسل وهو الذئب من عسل الذنب إذا اضطرب في عدوه. والفراعل : جمع فرعل بالضم وهو ولد الضبع ، وأم فرعل اسم للضبع والجمع أمهات فراعل (منه).
(٢) وإليه الملجأ والموئل خ.
(٣) ثم كد كيدك واجهد جهدك ، فو الذي شرفنا بالوحي والكتاب والنبوة والانتجاب لا تدرك أمدنا ولا تبلغ غايتنا ولا تمحو ذكرنا خ ل.
(٤) الا لعن الله الظالم خ ل.
(٥) فالحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة وختم لأصفيائه ببلوغ الارادة ونقلهم الى الرحمة والرأفة والرضوان والمغفرة ولم يشق بهم غيرك ولا ابتلى بهم سواك ، ونسأله ان يكمل لهم الأجر ويجزل لهم الثواب والذخر. ونسأله حسن الخلافة وجميل الإنابة انه رحيم ودود خ ل.