وصلى على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأكثر من الترحم على علي والحسن والحسين ولعن عبيد الله بن زياد وأباه ولعن عتاة بني أمية ، ثم قال : أيها الناس ان هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وانا رسوله اليكم وقد خلفته بالحاجز فأجيبوه ، فأمر به ابن زياد فرمي من أعلى القصر فتطع فمات ، فبلغ الحسين عليهالسلام قتله فاسترجع واستعبر بالبكاء ولم يملك دمعته ، ثم قرأ (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (١) ثم قال : جعل الله له الجنة ثوابا اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريما واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ورغائب (خ ل) مذخور ثوابك انك على كل شيء قدير.
ثم اقبل الحسين عليهالسلام من الحاجز يسير نحو العراق حتى انتهى الى ماء من مياه العرب ، فاذا عليه عبد الله بن مطيع العدوي وهو نازل به ، فلما رأى الحسين عليهالسلام قام اليه فقال : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أقدمك واحتمله فأنزله ، فقال له الحسين عليهالسلام : كان من موت معاوية ما قد بلغك فكتب اليّ أهل العراق يدعونني الى أنفسهم ، فقال له عبد الله : أذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الاسلام ان تنتهك ، انشدك الله في حرمة قريش ، انشدك الله في حرمة العرب ، فو الله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحدا أبدا ، والله انها لحرمة الاسلام تنتهك وحرمة قريش وحرمة العرب فلا تفعل ولا تأتي الكوفة ولا تعرض نفسك لبني أمية ، فأبى الحسين عليهالسلام الا ان يمضي :
وكان عبيد الله بن زياد امر فأخذ ما بين واقصة الى طريق الشام الى طريق البصرة فلا يدعون احدا يلج ولا أحدا يخرج ، وأقبل الحسين عليهالسلام لا يشعر بشيء حتى لقي الأعراب فسألهم فقالوا : لا والله ما ندري غير انا لا
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٢٣.