(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ) (٤٩)
____________________________________
وهو دونها] وهو عذاب القبر وما بعده من فنون عذاب الآخرة وقرىء دون ذلك قريبا (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أن الأمر كما ذكر وفيه إشارة إلى أن فيهم من يعلم ذلك وإنما يصر على الكفر عنادا أو لا يعلمون شيئا أصلا (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) بإمهالهم إلى يومهم الموعود وإبقائك فيما بينهم مع مقاساة الأحزان ومعاناة الهموم (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا) أى فى حفظنا وحمايتنا بحيث نراقبك ونكلؤك* وجمع العين لجمع الضمير والإيذان بغاية الاعتناء بالحفظ (وَسَبِّحْ) أى نزهه تعالى عما لا يليق به ملتبسا* (بِحَمْدِ رَبِّكَ) على نعمائه الفائتة للحصر (حِينَ تَقُومُ) من أى مكان قمت قال سعيد بن جبير وعطاء أى* قل حين تقوم من مجلسك سبحانك اللهم وبحمدك وقال ابن عباس رضى الله عنهما معناه صل لله حين تقوم من منامك وقال الضحاك والربيع إذا قمت إلى الصلاة فقل سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وقوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) إفراد لبعض الليل بالتسبيح لما أن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرياء كما يلوح به تقديمه على الفعل (وَإِدْبارَ النُّجُومِ) أى وقت* إدبارها من آخر الليل أى غيبتها بضوء الصباح وقيل التسبيح من الليل صلاة العشاءين وإدبار النجوم صلاة الفجر وقرىء وأدبار النجوم بالفتح أى فى أعقابها إذا غربت أو خفيت. عن النبى عليه الصلاة والسلام من قرأ سورة الطور كان حقا على الله تعالى أن يؤمنه من عذابه وأن ينعمه فى جنته.