٥٨ ـ سورة المجادلة
(مدنية وهى إثنتان وعشرون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١)
____________________________________
الصلاة والسلام وأصحابه والمعنى لئلا يعتقد أهل الكتاب أنه لا يقدر النبى عليه الصلاة والسلام والمؤمنون به على شىء من فضل الله الذى هو عبارة عما أوتوه من سعادة الدارين على أن عدم علمهم بعدم قدرتهم على ذلك كناية عن علمهم بقدرتهم عليه فيكون قوله تعالى (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ) الخ عطفا على أن لا يعلم. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله.
(سورة المجادلة مدنية وقيل العشر الأول مكى والباقى مدنى وآياتها إثنتان وعشرون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (قَدْ سَمِعَ اللهُ) بإظهار الدال وقرىء بإدغامها فى السين (قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) أى تراجعك الكلام فى شأنه وفيما صدر عنه فى حقها من الظهار وقرىء تحاورك وتحاولك أى تسائلك (وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) عطف على تجادلك أى تتضرع إليه تعالى وقيل حال من فاعله أى* تجادلك وهى متضرعة إليه تعالى وهى خولة بنت ثعلبة بن مالك بن خرامة الخزرجية ظاهر عنها زوجها أوس بن الصامت أخو عبادة ثم ندم على ما قال فقال لها ما أظنك إلا قد حرمت على فشق عليها ذلك فاستفتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال حرمت عليه فقالت يا رسول الله ما ذكر طلاقا فقال حرمت عليه وفى رواية ما أراك إلا قد حرمت عليه فى المرار كلها فقالت أشكو إلى الله فاقتى ووجدى وجعلت تراجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكلما قال عليه الصلاة والسلام حرمت عليه هتفت وشكت إلى الله تعالى فنزلت وفى كلمة قد إشعار بأن الرسول عليه الصلاة والسلام والمجادلة كانا يتوقعان أن ينزل الله تعالى حكم الحادثة ويفرج عنها كربها كما يلوح به ما روى أنه عليه الصلاة والسلام قال لها عند استفتائها ما عندى فى أمرك شىء وأنها كانت ترفع رأسها إلى السماء وتقول أشكو إليك فأنزل على لسان نبيك ومعنى سمعه تعالى لقولها إجابة دعائها لا مجرد علمه تعالى بذلك كما هو المعنى بقوله تعالى (وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) أى يعلم تراجعكما الكلام وصيغة المضارع للدلالة على استمرار السمع حسب* استمرار التحاور وتجدده وفى نظمها فى سلك الخطاب تغليبا تشريف لها من جهتين والجملة استئناف مجرى التعليل لما قبله فإن إلحافها فى المسألة ومبالغتها فى التضرع إلى الله تعالى ومدافعته عليه الصلاة والسلام إياها بجواب منبىء عن التوقف وترقب الوحى وعلمه تعالى بحالهما من دواعى الإجابة وقيل