سبب التسمية
سميت هذه السورة باسم «المائدة» من قبيل تسمية الكل باسم الجزء ، حيث لم يرد ذكر «المائدة» الّا في آيتين ، هما قوله تعالى : (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة : ١١٢] وقوله تعالى : (قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [المائدة : ١١٤] وكان ذلك في سياق الحوار ـ الطلب ـ بين الحواريين والسيّد المسيح عليهالسلام ، حيث طلبوا منه عليهالسلام إنزال مائدة من السماء عليهم تكون عيدا لأوّلهم وآخرهم ليعيشوا من خلالها الشعور العميق برضى الله عنهم وتكريمه لهم فاستجاب لهم المسيح ، ودعا الله لينزل عليهم هذه المائدة ، فوعده الله بذلك ، والله لا يخلف وعده ، الّا انّه توعّد أصحابها بالعذاب السريع إذا ما انحرفوا وكفروا بعد أن جاءتهم البينة بإنزالها وهنا اختلف المفسرون : فمنهم من قال بأنّهم سحبوا طلبهم بعد هذا الوعيد ، ومنهم من قال بأنّهم أصروا عليه ومن هنا نشأ خلاف المفسرين حول إنزال المائدة أولا.
وقد جاءت تعليقات أهل الكتاب لتثير حول هذه القصة شكوكا تتلخّص في انّ الإنجيل لم يتحدث عنها في قليل أو كثير ، كما لم ينقلها أحد في التاريخ النصراني ، في الوقت الذي نجده يتعرض لكل كرامة ـ مهما كانت