صغيرة ـ لتلاميذ المسيح ، فكيف بهذه الكرامة العظيمة التي جعلها القرآن الكريم مناسبة عظيمة ، بحيث تعتبر أساسا لعيد جديد يعيشونه في مستقبل حياتهم كمظهر للفرحة بالنعمة الكبيرة ... وسنتعرض لبعض هذه التساؤلات في نهاية هذه السورة
* * *
أغراض هذه السورة
تهدف هذه السورة ـ كغيرها من السور ـ إلى تنمية الواقع الفكري والروحي والعملي للإنسان المسلم سواء في نطاقه الفردي أو الاجتماعي ، وذلك من خلال تصورّه للآفاق العقيدية الّتي يطوف فيها فكره وتتحرك معها تصوراته عن الله والكون والحياة ... ، أو من خلال حركة المسؤولية في حياته في علاقاته بالنّاس والأشياء من حوله ، بكل ما تشتمل عليه من التزامات ومواثيق يفرضها الله عليه أو يلزم بها نفسه ، أو من خلال الصراع الّذي يخوضه المسلمون والآخرون من أهل الكتاب والمشركين حيث يثيرون المشاكل والشبهات والتحديدات والمواقف السلبية ضد الإسلام والمسلمين ، مبينا لهم كيف يجب عليهم أن يعيشوا هذه التحديات فكريا وروحيا من خلال صفاء الفكر ووضوحه ، وقوة الحجة وثباتها الّتي يضفيها الإسلام على معتنقيه ، حيث يزودهم بصلابة الموقف ، وحيوية الروح ، وسماح الشعور.
وهكذا جاءت هذه السورة لتؤكد الخطوط الإسلامية التشريعية العامة لقواعد التعامل بين النّاس مع بعضهم البعض ومع الله ، إضافة إلى التشريعات الخاصة التي تثير قضايا الناس في ما يأكلونه ويعيشونه ويمارسونه من علاقات إنسانية خاصة ، ولم تترك أمر العبادة غامضا مطلقا ، بل عملت على التخطيط