ذي أربع من دواب البر والبحر.
(الْأَنْعامِ) : الإبل والبقر والغنم.
(حُرُمٌ) : جمع حرام ، أي متلبسين بالإحرام للحج أو العمرة.
* * *
مدخل عام .. دعوة المؤمنين إلى الوفاء بالعقود
جاء في تفسير الميزان : «لم يختلف أهل النقل أنّها آخر سورة مفصلة نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أواخر أيام حياته ، وقد ورد في روايات الفريقين أنّها ناسخة غير منسوخة (١) وقال جعفر بن مبشر والشعبي : هي مدنية كلها إلّا قوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ، فإنه نزل والنبي واقف على راحلته في حجة الوداع.
وتبدأ هذه السورة بتوجيه النداء إلى المؤمنين خاصة ، لأنها تشتمل على الكثير من التشريعات التي تتوقف على صفة الإيمان التي تستلزم موقفا يتجاوز دائرة الالتزام الفكري المجرد ، إلى دائرة العمل والممارسة والحركة.
وجاء النداء الأول أمرا بالوفاء بالعقود (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) ، إذا لا بدّ للمؤمن من تحمّل مسئولية التزاماته التعاقدية والتعاهدية التي لا يجوز له نقضها ولا الانحراف عنها ، لأنّ المؤمن يرتكز في حياته الذاتية والاجتماعية على قاعدة ثابتة من العهود والمواثيق التي عاهد عليها الله من خلال ما ألزم به نفسه من السير على خط الإيمان ، وما يفرضه من احترام
__________________
(١) الطباطبائي ، محمد حسين ، الميزان في تفسير القرآن ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ، ط : ١ ، ١٤١١ ه ١٩٩١ م ، ج : ٥ ، ص : ١٦٠