التعامل والتعاون مع الآخرين مما يعجل التزامه للآخرين امتدادا لالتزامه الإيماني أمام الله. وهذا ما يؤيدي إلى أن يكون الوفاء به طاعة لله بينما يكون الانحراف عنه معصية له ، وذلك ما يجعل للمجتمع الإسلامي ميزته في تأكيد الثقة والاحترام والثبات والكلمة القوية التي تتحول إلى قانون يلزم صاحبها من موقع الطاعة لله ، بعيدا عن كل قضايا الخوف والرجاء على مستوى الواقع المادي في حياة الناس.
وفي ضوء ذلك ، يمكن أن يدخل هذا الالتزام في تكوين الشخصية الإسلامية ، ليكون الالتزام بالكلمة والعهد هو المدلول الداخلي للإنسان المسلم ، مما يجعل الآخرين الّذين يعيشون معه ، في أمن وثقة على مصالحهم وقضاياهم وعلاقاتهم.
وقد جاء عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : «لا دين لمن لا عهد له» (١).
وفي نهج البلاغة عن الإمام علي عليهالسلام : «فإنّه ليس من فرائض الله شيء الناس أشدُّ عليه اجتماعا ، مع تفرُّق أهوائهم وتشتت آرائهم ، من تعظيم الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون في ما بينهم ـ دون المسلمين ـ لما استوبلوا (٢) من عواقب الغدر (٣).
وروي عنه أنّه قال عليهالسلام : «إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل إلّا العمل الصالح ، ولا يقبل الله إلّا الوفاء بالشروط والعهود (٤).
__________________
(١) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ط : ١ ، ١٤١٢ ه ـ ١٩٩٢ م ، م : ٢٥ ، ج : ٦٩ ، ص : ١١٨ ، باب : ١٠٥ ، رواية : ٢٦
(٢) استوبلوا : ما نالهم من الوبال
(٣) ـ الإمام عليّ بن أبي طالب ، نهج البلاغة ، ضبط نصّه د. صبحي الصالح ، دار الكتاب اللبناني ، ط : ٢ ، ١٩٨٢ ، رسالة : ٥٣ ، ص ، ٤٤٢ ..
(٤) البحار ، م : ٢٣ ، ج : ٦٤ ، ص : ١٢٠ ، باب : ١١ ، رواية : ١