في أجواء السورة
وتطلّ هذه السورة المكيّة للتحدث عما كان يشغل ساحة الصراع في دائرة المواجهة بين الإسلام والشرك ، لتجيب بطريقتها القرآنية عن تعجل الفكرة المستمدة من مبادئ العقيدة الإسلامية ، التي يراد تعميقها في شخصية الإنسان المسلم ، ليكون ذلك هو الخط الذي يتحرك في الحياة.
هل الله واحد ، أهناك شريك له في خط العقيدة أو العبادة؟ هل محمد نبيّ أم لا؟
هل هناك حياة أخرى ، أم أنّ الموت هو نهاية المطاف للحياة؟
وتطوف السورة ـ في نطاق الأسئلة الثلاثة ـ في أجواء الأفكار والشبهات المطروحة في الساحة العامة فتثير الدخان حول هذه الأسس الثلاثة للعقيدة ، ولكن بذهنية ، لا تلامس العمق ، من حيث إن الذين يثيرونها لا يملكون عمقا من الأفكار ، أو جدّيّة في إثارة التساؤل ، لأن العقيدة المضادّة لم تنطلق من فكر مضادّ خاضع لقناعة فكرية يقينية ، بل من فكر تقليديّ خاضع لتأثير عقائد