(يَعْرُجُ) العروج : الصعود.
(لا يَعْزُبُ عَنْهُ) : لا يغيب عنه.
(مُعاجِزِينَ) : من عاجزه أي سابقه ليظهر عجزه.
(رِجْزٍ) : المراد به في الآية أسوأ العذاب.
* * *
صفات الله في حركة العقيدة
وتنطلق البداية في الحديث عن الله في مواقع حمده ورحاب ملكه ، وساحات عظمته وقدرته ، وفي آفاق علمه ليكون ذلك أساسا للانفتاح عليه في خط الإيمان به والثقة برحمته ، على طريق تكوين القناعات الفكرية والعقيدية بالآخرة ، عبر الرسالة والرسول.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) في مواقع الحمد في رحاب الكون الواسع الذي أبدعه الله بقدرته ، وأداره بحكمته ، ويسّر فيه سبل الحياة للمخلوقات ، بحيث تتحرك فيه بيسر وسهولة ، مما يجعل من الحمد في الفكر واللسان حالة وجدانية تستمد مفرداتها من جولة الإنسان في رحاب الكون كله ، حيث يعيش مع الله (الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فليس هناك شيء إلّا وهو مملوك له ، خاضع لتدبيره وإرادته في كل ما يتصل به من كل نواحي الحياة والموت ، وفي كل تفاصيل الحركة في شؤونه العامة والخاصة. فكيف يكون ما هو مملوك له شريكا له في الألوهية ، أو في الطاعة والعبادة؟
(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) التي يجتمع فيها الخلق في ساحاتها في دائرة المسؤولية بين يدي الله ، ليحاسبهم جميعا ، من موقع إحاطته بكل أمورهم