الآية
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)(٦)
* * *
العلم يحدد موقع الحق في الوحي ويهدي إليه
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) الذين ينطلقون في قناعاتهم الفكرية وفي رؤيتهم للأمور وحكمهم عليها حين يختلف الناس حولها ، من مواقع تأمّلاتهم الهادئة وتفكيرهم العميق وحساباتهم الدقيقة في مواطن الضعف والقوّة وفق موازين الحق والباطل في داخلها ، فلا يتحركون من نوازع الذات ، ولا يخضعون لنزوات الهوى ، ولا يثيرون القضايا ، في مجالات الأطماع ، بل يتحركون من مواقع العلم في دلائله وبراهينه الناظرة أبدا إلى عمق الأشياء في طبيعتها البعيدة عن كل شيء طارئ. ولذلك فإنهم يواجهون رسالة النبيّ في طروحاتها من خلال النظرة الهادئة المتوازنة ، في ساحة الحياد الفكري