(وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ) (٩)
(لَيَؤُسٌ) من يئس ييأس وحكى سيبويه (١) : يئس ييئس على فعل يفعل ، ونظيره حسب يحسب ونعم ينعم وبئس يبئس ، وبعضهم يقول : يئس ييأس لا يعرف في كلام العرب إلّا هذه الأربعة الأحرف من السالم جاءت على فعل يفعل في واحد منها اختلاف ، فهو يائس ويؤوس على التكثير وكذا فاخر وفخور.
(وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) (١٠)
قال يعقوب القارئ : وقرأ بعض أهل المدينة إنه لفرح فخور (٢).
قال أبو جعفر : هكذا كما تقول : فطن وحذر وندس ويجوز في كلتا اللغتين الإسكان لثقل الضمة والكسرة.
(إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (١١)
(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) في موضع نصب. قال الأخفش : هو استثناء ليس من الأول وقال الفراء(٣) : هو استثناء من الأول. (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ) أي الإنسان قال : لأن الإنسان بمعنى الناس.
(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (١٢)
(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) معطوف على تارك ، وصدرك مرفوع به. (أَنْ يَقُولُوا) في موضع نصب أي كراهة أن يقولوا.
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٣)
(قُلْ فَأْتُوا) وبعده.
(فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (١٤)
__________________
(١) انظر الكتاب ٤ / ١٦٥.
(٢) انظر البحر المحيط ٥ / ٢٠٧ ، ومختصر ابن خالويه ٥٩.
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ٤.