ساكنان ولا يجوز كسر الزاي. قال أبو جعفر : ومن قرأ من خزي يومئذ حذف التنوين وأضاف ومن نوّن نصب يومئذ على أنه ظرف ومن حذف التنوين ونصب فقال ومن خزي يومئذ فله تقديران عند النحويين: فتقدير سيبويه أنه مبنيّ لأن ظرف الزمان ليس الإعراب فيه متمكنا فلما أضيف إلى غير معرب بني وأنشد : [الطويل]
٢١٦ ـ على حين ألهى الناس جلّ أمورهم (١)
وقال أبو حاتم : جعل «يوم» و «إذ» بمنزلة خمسة عشر.
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) (٦٧)
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) صيح بهم فماتوا وذكّر لأن الصيحة والصياح واحد ، (فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) قيل : ساقطين على وجوههم.
(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (٦٩)
(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) قيل : بالولد ، وقيل : بشروه بأنهم رسل الله جلّ وعزّ وأنّه لا خوف عليه. (قالُوا سَلاماً) في نصبه وجهان : يكون مصدرا ، والوجه الآخر أن يكون منصوبا بقالوا كما يقال : قالوا خيرا والتفسير على هذا روى يحيى القطّان عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (قالُوا سَلاماً) أي سددا ، (قالَ سَلامٌ) (٢) في رفعه وجهان : أحدهما على إضمار مبتدأ أي هو سلام وأمري سلام ، والآخر بمعنى سلام عليكم. قال الفراء (٣) : ولو كانا جميعا منصوبين أو مرفوعين جاز ، غير أن الفراء اعتلّ لأن كان الأول منصوبا والثاني مرفوعا فقال : قالوا سلاما فقال إبراهيمصلىاللهعليهوسلم هو سلام إن شاء الله. (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) سيبويه يذهب إلى أنّ «أن» في موضع نصب ، قال : تقول : لا يلبث أن يأتيك أي عن إتيانك وأجاز الفراء : أن يكون موضعها بلبث أي فما أبطأ مجيئه.
__________________
(١) الشاهد لأعشى همدان في الحماسة البصرية ٢ / ٢٦٢ ، ولشاعر من همدان في شرح أبيات سيبويه ١ / ٣٧١ ، ولأعشى همدان أو للأحوص أو لجرير في المقاصد النحوية ٣ / ٤٦ ، وهو مع آخر في ملحق ديوان الأحوص ص ٢١٥ ، وملحق ديوانه جرير ١٠٢١ ، وبلا نسبة في الكتاب ١ / ١٧١ ، والإنصاف ٢٩٣ ، وجمهرة اللغة ٦٨٢ ، والخصائص ١ / ١٢٠ ، وسرّ صناعة الإعراب ص ٥٠٧ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٠٤ ، وشرح التصريح ١ / ٣٣١ ، وشرح ابن عقيل ٢٨٩ ، ولسان العرب (ندل) و (خشف) وعجزه :
«فندلا زريق المال ندل الثعالب»
(٢) انظر البحر المحيط ٥ / ٢٤١.
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ٢١.