(وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) (٨)
(فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) كسرت إنّ لأن ما بعد الفاء في المجازاة مستأنف واللام للتوكيد.
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (٩)
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ) على البدل ولم يخفض ثمود لأنه جعل اسما للقبيلة ، ويجوز خفضه يجعل اسما للحيّ. (وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) في موضع خفض معطوف. (لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ) رفع بالفعل. (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ).
وإن شئت حذفت الضمّة من السين لثقلها. (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) فإذا أفردت قلت : فم والأصل فجمع على أصله مثل حوض وأحواض.
(قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١١)
(وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ) في موضع رفع بكان.
(وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (١٢)
(وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا) واللازم أذي يأذى أذى.
(وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ) (١٤)
(ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ) ومن أمال أراد أن يدلّ على أنه من خفت.
(وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (١٥)
(وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) ويجوز رفع عنيد نعتا لكلّ.
(يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ) (١٧)
(يَتَجَرَّعُهُ) أي تكرهه الملائكة على ذلك ليعذّب به. (وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) أي ينزل من حلقه. (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ) أي يأتيه ما يمات منه من كلّ مكان من جسده. (وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ) قيل : من وراء ما يعذّب به عذاب آخر غليظ.