ينصبها بالفعل نفسه وتقديره بمعنى لتركبوها زينة. قال أبو حاتم : روى سعيد عن قتادة عن أبي عياض أنه قرأ لتركبوها زينة بغير واو. قال أبو إسحاق : «زينة» مفعول له أي خلقها من أجل الزينة.
قال أبو إسحاق : ويقال لكلّ ما ينبت على الأرض شجر ، وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس (فِيهِ تُسِيمُونَ) قال ترعون. قال أبو إسحاق : هو مشتقّ من السّومة أي العلامة لأنها إذا رعت أثرت في الأرض فصارت فيها علامات.
(وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (١٣)
(وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) قال الأخفش : أي خلق وبثّ.
(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥)
(وَأَنْهاراً وَسُبُلاً) قال : أي وجعل. قال أبو إسحاق معنى (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) وجعل فلهذا أضمر في الثاني وجعل. (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) في موضع نصب ، والتقدير عند البصريين كراهة أن تميد بكم ، وعند الكوفيين لئلا تميد بكم.
(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) (٢٠)
(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) مبتدأ وخبره لا يخلقون شيئا. قال الأخفش : (وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ) [آية : ١٢] أي وخلق وسخّر ، وحكى الفراء (١) : مخرت السفينة تمخر وتمخر إذا صوّتت في جريها. قال أبو إسحاق : النجم والنجوم واحد.
(أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (٢١)
(أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) على إضمار مبتدأ أي هم أموات. قال الكسائي : ويجوز النصب على القطع (٢) والفعل. (أَيَّانَ) في موضع نصب. (يُبْعَثُونَ) ولكنه مبنيّ على الفتح لأن فيه معنى الاستفهام فوجب أن لا يعرب ففتحت نونه لالتقاء الساكنين ، وإذا التقى ساكنان في كلمة واحدة فتح الثاني وإن كانا في كلمتين كسر الأول. هذا قول الكوفيين ، فأما البصريون فسبيل الساكنين إذا التقيا عندهم أن يكسر أحدهما إلا أن تقع علّة والذي أوجب هذا أنّ الكسر أخو الجزم ، وقال محمد بن يزيد : لأن ما كان معربا منصرفا لم يكسر إلا ومعه التنوين فإذا كان الساكن الأول ألفا فالفتح أولى عند الخليل وسيبويه لأن الفتحة من جنس الألف قالا : ولو سمّيت رجلا إسحارا ثم رخّمته لقلت :
__________________
(١) معاني الفراء ٢ / ٩٨.
(٢) القطع : الحال ، انظر معاني الفراء ٢ / ٩٨.