السحرة ونظره إلى ما يصنعون قد علم أنّ ما أتى به موسى عليهالسلام لا يكون إلّا من عند الله جلّ وعزّ. (بَصائِرَ) أي حجبا تبصرها العقول.
(وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) (١٠٤)
(لَفِيفاً) على الحال.
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً) (١٠٥)
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) لأن كلّ ما فيه حقّ.
(وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) (١٠٦)
(وَقُرْآناً) نصب على إضمار فعل (فَرَقْناهُ) بيناه ، وقيل : أنزلناه متفرّقا وعيدا ووعدا وأمرا ونهيا وخبرا عمّا كان ويكون ، وقيل : أنزلناه مفرّقا وقد اشتقّ مثل هذا أبو عمرو بن العلاء رحمهالله فقال : «فرقناه» أنزلنا فرقانا أي فارقا بين الحق والباطل والمؤمن والكافر. وقرأ ابن عباس والشّعبي وعكرمة وقتادة وقرآن فرّقناه (١) بالتشديد. ويحتمل أن يكون معناه كمعنى فرقناه إلّا أن فيه معنى التأكيد والمبالغة والتكثير. (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ) أي ليحفظوه ويفهموه يقال : مكث ومكث ومكث ومكث. وقال مجاهد أي على ترسّل.
(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً) (١٠٧)
(إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً) أي شكرا لله وتعظيما.
(وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً) (١٠٨)
(وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا) أي تنزيها لله جلّ وعزّ من أن يعد ببعث محمد صلىاللهعليهوسلم ثم لا يبعثه.
(وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) (١٠٩)
(وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ) قيل : في الصلاة. (وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) مفعولان.
(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (١١٠)
(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا) قال الأخفش سعيد : أي أيّ الدعاءين تدعو.
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٨٤.