الكائنات الحية .. حيث يبدأ التناسل والتوالد بالنطفة ، وهى ماء التناسل فى الكائن الحىّ ..
(ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) .. وهى صورة أولى من صور النطفة ، حيث تنعقد النطفة.
(ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) هى صورة أولى من صور العلقة ، حيث تتحول إلى قطعة من اللّحم ، أشبه بلقمة مضغت حتى أصبحت أشبه بقطعة من العجين .. وهذه المضغة قد تكون مهيأة لاستقبال الحياة ، فتعلق بالرحم ، وتستقر فيه ، حتى تستوفى مراحل نموّها ، وتصبح جنينا ، ثم وليدا يخرج إلى الحياة ، وقد تكون غير مهيأة للحياة ، فيلفظها الرحم ..
ـ (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ..) أي هذه المراحل التي تحول بها التراب ، إلى مادة تأكلونها ، ثم تخلّق من هذا المادّة «النطفة» التي هى بذرة الحياة ، ثم تحولت النطفة إلى علقة ، والعلقة إلى مضغة .. وهذه المضغة تقف على عتبة الحياة ، وتطرق بابها .. فإما أن يؤذن لها بالدخول ، فتأخذ طريقها حتى تخرج من الباب الآخر كائنا حيّا ، وإما أن تردّ ، وتعود إلى عالم التراب ، الذي جاءت منه ـ هذه المراحل الأولى هى إعداد للحياة ، وتمهيد للأرض التي تنبت فيها .. تماما كالبذرة من الحبّ ، تمهدّ لها الأرض ، ثم تودع فى التراب ، ثم يساق إليها الماء ..
وإلى هنا تكون كل وسائل الإنبات مستكملة مستوفاة فى ظاهر الأمر .. وهذا هو المطلوب من الإنسان أن يعمله ، وأن يستكمل أسبابه حتى يجىء المسبّب ..!
ولكن بين الأسباب والمسبب ، نظر لناظر ، وعبرة لمعتبر!