اختلف فى عدد الأيام المعلومات تلك .. فهى معلومات الزمان ، مجهولة العدد ..
فقيل ، هى الأيام العشرة الأولى من ذى الحجة ، ويؤيد هذا ما روى عن ابن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من أيّام أعظم عند الله ولا أحبّ إليه العمل فيهن من هذه الأيام ، فأكثروا فيهن التهليل والتكبير والتحميد» .. وعلى هذا فسّر بعض الصحابة الليالى العشر فى قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ) بأنها هى تلك الأيام العشر .. وقيل إن الأيام المعلومات ، هى يوم النحر وثلاثة أيام بعده .. وقيل يوم النحر ، ويومان من بعده .. وقيل يوم عرفة ، ويوم النحر ، ويوم آخر بعده.
ولام التعليل فى قوله تعالى : (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ..) متعلق بقوله تعالى فى الآية السابقة : (يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) .. أي يأتى الحجيج إلى هذا البيت ليشهدوا منافع لهم ..
والمنافع التي يشهدها الوافدون إلى بيت الله الحرام ، كثيرة ، متنوعة ، تختلف حظوظ الناس منها ..
فهناك منافع روحية تفيض من جلال المكان وروعته وبركته ، على كلّ من يطوف بحماه ، وينزل ساحته ، وذلك بما يغشى الروح من هذا الحشر العظيم الذي حشر فيه الناس ، على هيئة واحدة ، فى ملابس الإحرام ، مجرّدين من متاع الدنيا ، وما لبسوا فيها من جاه ، وسلطان .. إنهم هنا فى هذا الموطن الكريم على صورة سواء ، فيما يأنون من أعمال الحج من ، سعى ، وطواف ، ووقوف بعرفة ، ورمى للجمرات .. ومن تلبية ، وتضرع ، وتعبّد لله ربّ العالمين .. إنهم فى مشهد أشبه بمشهد الحشر يوم القيامة .. حيث تعنو الوجوه للحىّ القيوم ، وحيث تخشع الأصوات لجلاله وقيومته .. ولعلّ هذا