وتسمية مصر (رَبْوَةٍ) لأنها بالنسبة لأرض فلسطين أشبه بالربوة المشرفة على الوادي ، وذلك لأنه كلّا من مصر وفلسطين فى النصف الشمالي من الكرة الأرضية .. وأن الأرض فى هذا النصف تأخذ فى الانحدار من الجنوب إلى الشمال ، أي من خط الاستواء إلى القطب الشمالي ، ولهذا تجرى الأنهار من الجنوب إلى الشمال فى هذا النصف من الكرة .. ولما كانت مصر تقع إلى الجنوب من أرض فلسطين ، فإنها ـ لهذا ـ أعلى مكانا منها ، بحيث لو نظر الناظر إليهما من أفق أعلى لرأى مصر مشرفة على فلسطين كأنها ربوة عالية.
والقرار : المكان الذي يستقرّ فيه ، حيث تتوفر أسباب الحياة والاستقرار والمعين : الماء الذي يفيض من العيون .. وهذا الوصف جدير أن يكون لمصر.
____________________________________
الآيات : (٥١ ـ ٦٢)
(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (٥٦) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (٦٠) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ(٦١) وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٦٢)
____________________________________