مُسْتَقِيمٍ (٧٣) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (٧٤)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ ..)
الضمير فى قلوبهم ، يراد به المشركون من أهل مكة ، ومن حولها .. وهم وإن لم يجر لهم ذكر فيما سبق من آيات ، فإنهم ـ فى الواقع ـ مذكورون فى كل آية ، إذ كان هذا القرآن كلّه هو كتابهم ، وهو رسالة رسول الله فيهم.
ـ فقوله تعالى : (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) هو نخسة موجعة لهؤلاء المشركين الذين يستمعون إلى هذه الآيات ، وكأنها لا تعنيهم ، ولا تتحدّث إليهم .. على حين أنها إنما هى مسوقة لهم ، أولا ، ثم هى للناس جميعا ، بعد هذا ..
والإشارة «هذا» مشاربها إلى هذا الحديث الذي تحدثت به الآيات السابقة ، عن الذين يؤمنون بالله ، ويخشونه ، ويشفقون من لقائه ..
فالمشركون قلوبهم «فى غمرة» ، أي فى شغل ، وغفلة وضلال ، عن هذا الحديث وما يحمل إليهم من عظات.
وخصت القلوب ، لأنها موطن المشاعر فى الإنسان ، ومستقرّ المعتقدات الصالحة أو الفاسدة.
وقوله تعالى : (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ .. هُمْ لَها عامِلُونَ) أي أن لهؤلاء المشركين الغافلين عن هذا الحديث ، مشغلا بأمور أخرى ، فى مستوى غير هذا