إليه من كانوا على الشرك مثله ، ولم يشفع لهم مال أو سلطان .. فكيف بمن لا مال له ولا سلطان؟
قوله تعالى :
(لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ).
هذا هو الردّ على هذا الصراخ ، الذي يتعاوى به المترفون من المشركين ، وهم فى العذاب المهين .. (لا تَجْأَرُوا) فإنه لا فائدة ترجى من وراء هذا الصّراخ .. إنه لا يسمع أحد لكم ، ولا يخفّ أحد لنجدتكم .. (إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ ..) فليس لأحد قدرة على أن يدفع عنكم هذا العذاب الذي حكم الله به عليكم ..
قوله تعالى :
(قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ).
أي لا تلوموا إلا أنفسكم ، فقد كانت النجاة من هذا البلاء بين أيديكم ، لو أنكم استمعتم إلى آياتي وآمنتم بها. ولكنكم كنتم إذا وقع إلى آذانكم شىء منها نفرتم كما ينفر الحيوان الوحشىّ حين يرى وجه إنسان .. فرجعتم على أعقابكم ، فى حركة منكوسة ، وعيونكم إلى مصدر هذا الصوت الذي يسمعكم ما سمعتم من آيات الله ، تنظرون إليه فى حذر وخوف ، كما ينظر العدو إلى عدوه ..!
بل وأكثر من هذا .. فإنكم كنتم تتخذون مما تسمعون من آيات الله ، مادة للسّمر فى أنديتكم ، ومجالا للسخرية والاستهزاء بها فيما بينكم .. (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ .. سامِراً تَهْجُرُونَ ..)