بالعدل .. وكثير غير هذا ، مما ثبت عند الناس خيره ، ووجدوا آثاره الطيبة فى حياتهم الخاصة والعامة على السّواء.
وكما كشف الإسلام عن كثير من وجوه الخير ، كشف كذلك عن كثير من وجوه الشرّ ، كالقتل ، والسرقة ، والخمر ، والميسر ، والزنا ، والربا ، والكذب ، وشهادة الزور ، والغيبة ، والنميمة ، والنفاق ، والغش ، والظلم والبغي ، والعدوان ، وكثير غير هذا ، مما جاء به القرآن ، وبيّنته السنّة المطهرة ..
ولا شك أن الإسلام إذ يكشف عن وجوه الخير والشر ، فإنما ليؤكد ما استقرّ فى ضمير الناس ، وما وقع لعقولهم وقلوبهم من هذه الوجوه كلها ، وبهذا تلتقى فى قلب المسلم كلمة السماء ، مع منطق العقل ، وواقع الحياة .. فيقبل على الخير ، ويعيش معه ، وينأى عن الشرّ ، ويحاذر الاتصال به!
وإنه لا حجة لذى عقل على أن الله سبحانه هو الذي أوجد الشرّ ، كما أوجد الإنسان الذي يتعامل معه ، وإذن فلا يحاسب على لقاء شىء كتب عليه أن يلقاه ـ لا حجة لذى عقل على هذا ، فإنه كما أوجد الله الشرّ ، أوجد الخير ، ثم دعا إلى الخير ، وحذّر من الشرّ ، وجعل للإنسان عقلا ينصرف به إلى الخير والشرّ. ثم جعل للخير أثرا طيبا فى عاجل الإنسان وآجله ، وجعل للشر أثرا سيئا فى عاجله وآجله .. فإذا انصرف الإنسان عما ينفعه إلى ما يضرّه ، وآثر ما يسوؤه على ما يسرّه ، فهو الذي جلب على نفسه ما جلب من مكروه ، لأنه هو الذي آثره ، ورضى به!
إن الحياة بخيرها وشرها ، أشبه بمائدة ممدودة ، عليها ألوان من الأطعمة ، بعضها طيب ، يفيد الجسم وينمّيه ، وبعضها خبيث يعطب الجسم ويفسده. وعلى كل لون من ألوان الطعام لافتة تحدد صفته ، وتكشف عن حقيقته ، وأثره