القسط ، والقسطاس : العدل.
ووضع الموازين : إقامتها ، ونصبها لتوزن أعمال الناس فيها .. وحبة الخردل : حبة ضئيلة لا تكاد تمسك بها الأصابع .. والآية الكريمة. نذير لأولئك المشركين ، الذين أشركوا بالله ، وأعرضوا عن ذكر الرحمن ، وظنوا أنهم فى حمى من بأس الله ، بجاههم ومتاعهم .. وهب أنهم قطعوا العمر فى لهو ولعب ، ونعموا بما فى أيديهم من مال وبنين ، فإنهم لا بدّ ميتون ، ثم إنهم لمبعوثون ، ومحاسبون على ما عملوا من سوء .. فهناك حساب وجزاء ، حيث تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ، وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ..
وفى جمع الموازين ، إشارة إلى أن لكل إنسان ميزانا توزن به أعماله ، فلا ينتظر غيره حتى يفرغ من حسابه ووزن أعماله .. بل إن الإنسان الواحد ، له موازين كثيرة ، بعضها لسيئاته ، وبعضها لحسناته .. ولكل عمل من أعماله السيئة أو الحسنة ميزان ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) (٦ ـ ٩ القارعة) ..
ـ وفى قوله تعالى : (وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) إشارة إلى عدل الله سبحانه وتعالى وإلى ضبطه لأعمال الناس ، ومحاسبتهم عليها ، دون أن يفلت أحد من هذا الحساب ، أو يقع فى حسابه خطأ ، ولو كان مثقال حبة من خردل .. فسبحان من وسع كل شىء علما.
____________________________________
الآيات : (٤٨ ـ ٧٣)
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩) وَهذا ذِكْرٌ