النجف مكتوب على رق وبخط كوفي بمداد أسوَد ، وفيه نقط الإعراب التي تنسب طريقة استعمالها لأبي الأسوَد الدؤلي بالحمرة ، وعدد أوراقه (٣٠٩) وأبعاده (١٩ سم × ١٢. ٥ سم تقريباً). وفي الورقة الأخيرة منه كتب بخط مختلف عن خطّ المصحف الأصل أنّه بخطّ الإمام علي سنة ٤٠ هـ.
والملاحظة الأخيرة يحتاج اثبات صحّتها إلى أدلة صحيحة صادقة ، وليس بعيداً أن تكون الجملة المدخولة (انظر ابراهيم جمعة : دراسة في تطور الكتابات الكوفية ص ٧١) ومع ذلك فإنّ المصحف في وضعه السابق يدلّ على أنّه يرجع إلى فترة متقدمة (١).
وقد تساءل الزرقاني ـ قبل الاستاذ غانم ـ عن المصاحف العثمانية : أين هي؟ فقال : وليس بين أيدينا دليل قاطع على وجود المصاحف العثمانية الآن فضلاً عن تعيين أمكنتها وقصارى ما علمناه أخيراً أنّ ابن الجزري رأى في زمانه مصحف أهل الشام ورأي في مصر مصحفاً أيضاً.
أمّا المصاحف الأثرية التي تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنها أنّها مصاحف عثمانية فإنّنا نشكّ كثيراً في صحة هذه النسبة إلى عثمان لأنّ بها زركشة ونقوشاً موضوعة كعلامات للفصل بين السور ولبيان أعشار القرآن ، ومعلوم أنّ المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا ومن النقط
__________________
(١) رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية : ١٩٠ ـ ١٩٤.