كانوا يسعون لاستغلال الموروث الثقافي عند المسلمين تحت غطاء حفظ التراث وبذريعة العلم والتحقيق.
ولأواصل ما قاله هيغنز في مقاله للتعرف على سر اهتمامهم بالقرآن :
لقد بدأ الأوروبيون دراسة القرآن خلال القرون الوسطى ، وكان الهدف الأبرز وقتذاك هو محاولة الفضح ، وبحلول القرن التاسع عشر ، بدأت الأبحاث تأخذ طابعاً علمياً عبر دراسات أكثر جدية للنصوص القديمة ، وفي هذا المجال كان الألمان سبّاقين. كان التركيز الأصلي على التوراة. ولقد حاول القساوسة والحاخامات منع ذلك ، إلّا أنّ العلماء ضغطوا وأصروا بشكل تحدَّوا من خلاله النظرة التقليدية للعهدين : القديم والجديد ، وهذا ما أدّى إلى تقويض الإيمان بحرفية الكتاب المقدس ، وساهم اليوم في ولادة العلمانية بشكل كبير في أوروبا ، ولقد أدار هؤلاء ـ مع مرور الوقت ـ اهتماماتهم صوب القرآن.
في العام ١٨٥٧ ، عرضت أكاديمية باريس جائزة لأحسن «تاريخ نقدي» للقرآن ، ولقد فاز بها الألماني ثيودور نولدكه ، وهذه الخطوة أصبحت فيما بعد ، حجر الزاوية في الأبحاث الغربية المستقبلية ، حتّى أن نوويرث تصف هذا الأخير بقوله : «إنّه حجر كنيستنا».
بدأ أرشيف ميونيخ على يد أحد مقربي نولدكه ، الذي كان اسمه غوتهلف بيرغستراسر ، وبما أنّ ألمانيا كانت قد انزلقت بشكل مبكر نحو الحكم الفاشي في بدايات القرن الماضي ، فقد قام هذا الأخير بتجميع النسخ القديمة من القرآن من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، حيث يقول : إنّه صور تلك النسخ بواسطة آلة